عراقجي: لا يمكن للكيان الاسرائيلي أن يكون جزءا في أي إطار للأمن الإقليمي المستدام

طهران/21 ايار/مايو/کارآفرینان اقتصاد-اكد وزير الخارجية الايراني انه يجب على المجتمع الدولي أن يواجه حقيقة مفادها أن الكيان الذي ينتهك القانون الدولي بشكل منهجي، ويلجأ إلى العسكرة الجامحة، ويتمتع بالإفلات العملي من العقاب، لا يمكن أن يكون له مكان في أي إطار للأمن الإقليمي المستدام.

وفي مقالة بعنوان "خلق واقع جديد للمنطقة: نحو الاستقرار السيادي والتضامن في غرب آسيا"، كتب وزير الخارجية الايراني "عباس عراقجي: تمر منطقة غرب آسيا بفترة من عدم الاستقرار العميق، نتيجة للأزمات المتشابكة والضغوط المتزايدة. وتواجه المنطقة تشابكا معقدا بين عدم الاستقرار الجيوسياسي وانعدام الأمن المزمن وتفاقم الأزمات الإنسانية.

وجاء في المقالة التالي:لقد أدت عقود من الصراعات التي لم يتم حلها، والتي تفاقمت بسبب التدخل الأجنبي والأضرار البيئية، إلى نزوح الملايين من البشر وإظلام الآفاق المشرقة.كما ان ندرة المياه الناجمة عن تغير المناخ، إلى جانب سوء إدارة الموارد، تهدد أسس الحياة في العديد من البلدان. وفي الوقت نفسه، فرضت أزمة اللاجئين المتنامية الناجمة عن الحروب والانهيار الاقتصادي ضغوطا إضافية على المنطقة وكانت لها عواقب إنسانية على مستوى العالم.

وخلف هذه التحديات الواضحة تكمن طبقة أعمق من المعاناة التاريخية والانقسامات السياسية، فالعلاقات بين الحكومات، والتي تشكلت لسنوات في ظل السرديات الخارجية المفروضة، قد عرقلت الطريق إلى تحقيق حلول مستدامة وجماعية.

يجب تشكيل النظام الإقليمي المستدام داخليا

وتابع عراقجي في مقالته هذه، مشيرا الى انه وفي كثير من الحالات، اكتفت الجهات الفاعلة الإقليمية بردود الفعل على الأزمات بدلا من التأثير على مسار التطورات، مما ادى الى خلق واقع يبدو مفروضا أكثر منه نابعا من إرادة جماعية، ويبدو نتاج إملاءات خارجية أكثر منه نتيجة للحوار واتخاذ القرار المشترك.

واردف كي ترسم المنطقة مسارا جديدا، يتعين عليها أن تتجاوز الاساليب القديمة والتغلب على الافتراضات المستوردة التي لم تعد تعكس تطلعات شعوبها، لافتا الى ان النظام الإقليمي المستدام يجب أن ينشأ من الداخل ويرتكز على الاعتراف المتبادل والحوار الشامل والمسؤولية المشتركة، مؤكدا على ان هذا التحول ليس مثاليا فحسب، بل هو ضرورة سياسية واجتماعية، لان الواقع، سواء في غرب آسيا أو في أي مكان آخر من العالم، ليس ثابتا، بل يتم خلقه من خلال النشاط والإجماع والاستشراف.

ولفت وزير الخارجية الايراني الى ان الآن هو الوقت المناسب لحكومات غرب آسيا لاستعادة ملكية مستقبلها المشترك، فمن خلال الانخراط في حوار حقيقي وتصميم أطر عمل تنشأ من داخل المنطقة، يمكنها في نهاية المطاف أن تتجاوز دورة الصراع المتكررة نحو أفق مبني على الكرامة والاستقرار والسلام.

لذا، واستجابة لهذه الضرورة للتغيير، تعتقد الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن التحديات الأمنية في غرب آسيا مترابطة ومشتركة بطبيعتها بين بلدان المنطقة؛ سواء في مكافحة الإرهاب، أو الهجرة الناجمة عن تغير المناخ، أو التهديدات السيبرانية، أو الهشاشة الاقتصادية، حيث لا توجد دولة معزولة عن مصير جيرانها.وبالتالي، فإن تشكيل إطار جماعي يرتكز على الاحترام المتبادل وعدم التدخل والملكية الإقليمية ليس خيارا، بل ضرورة حيوية.

يتبع**

اكتب تعليقك

0 تعليق