
والى الان اجريت خمس جولات من المفاوضات الايرانية-الامريكية غير المباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني التي تتوسط فيها سلطنة عُمان، والتي بدأت أولى جولاتها في مسقط في 12 نيسان/ابريل الماضي، واخرها يوم الجمعة 25 ايار/مايو 2025 في روما.
وخلال هذه الجولات سعى وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي إلى وضع الجانبين على "مسار واحد" بهدف التوصل إلى اتفاق جديد، من خلال تبادل الرسائل الشفهية والمكتوبة بين وزير الخارجية الايراني" عباس عراقجي" و الممثل الخاص للرئيس الأمريكي لغرب آسيا "ستيف ويتكوف".
خمس جولات من المفاوضات بحثا عن "إطار تفاوضي واحد"
لعل السؤال الأهم المطروح في الرأي العام اليوم هو ما قالته وسمعته إيران والولايات المتحدة في خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة، بما في ذلك على مستوى مهم من قبل وزير الخارجية ورئيس فريق التفاوض الأمريكي، بشأن القضايا المهمة المتعلقة بالحرب في غزة وأوكرانيا، والتي لا تزال تجعل من الصعب الحديث عن توصل طهران وواشنطن إلى "إطار تفاوضي موحد".
وبناء على ما تسرب إلى وسائل الإعلام من خلف الأبواب المغلقة في مسقط و روما،يمكن القول إن الجولة الأكثر فائدة وجدية من المفاوضات الايرانية-الامريكية غير المباشرة ،كانت الجولة الثالثة منها، حيث قام الجانب الإيراني، نظرا لوضوح أجندة المفاوضات بشأن القضية النووية والحاجة إلى تجنب إضاعة الوقت والتركيز على الإطار التفاوضي في أسرع وقت ممكن، بتزويد الوفد الأمريكي بمواد مكتوبة تتراوح بين صفحتين إلى ثلاث صفحات.
وعليه ، وبين الجولتين الثالثة والرابعة، وبالتزامن مع الجولة الرابعة، أبلغ الوفد الأمريكي الوفد الإيراني برأيه وموقفه من النص الإيراني عبر الوسيط العُماني.
الفجوة الكبيرة بين طهران وواشنطن بشأن تفاصيل الاتفاق النهائي
وما تضمنه النص الذي كتبته إيران كان الجواب على سؤال "ما هي مبادئ الاتفاق؟" .وبطبيعة الحال، ونظرا لحجم الخلافات، وبالطبع جدار عدم الثقة العالي بين طهران وواشنطن، فإن هذا الإطار لم يدخل في أي تفاصيل.وكان الجانب الإيراني، وبالطبع الوسيط العماني، يعتبران انه يترتب على إيران والولايات المتحدة أن تتوصلا أولا إلى اتفاق عام يرتكز على إطار، ثم التوسع في الإطار المذكور والتطرق إلى التفاصيل.
وهنا لا بد الاشارة الى ان الرسائل المكتوبة والشفهية المتبادلة بين جانبي التفاوض خلال الجولات السابقة من المفاوضات التي توسطت فيها سلطنة عُمان؛ تضمنت ثلاثة مجالات: "التزامات إيران النووية" في إطار الهدف النهائي المتمثل في بناء الثقة حول الطبيعة السلمية للبرنامج النووي، "التزامات الولايات المتحدة" في مجال تخفيف العقوبات بشكل فعال و"التدابير الهامشية" التي يمكن أن تساعد في تعزيز الاتفاق.
وبشكل عام، يمكن القول إن الجانبين تجاوزا في الجولة الثالثة مرحلة التبادل اللفظي ودخلا مرحلة تبادل الرسائل الكتابية، بحيث ان الوفدين الإيراني والأمريكي اكدا في نهاية هذه الجولة أنه نظرا للتقدم الذي أحرزته المفاوضات، أصبح من الممكن الآن الحديث والدخول في مناقشات أكثر تفصيلا والاستعانة بالوفود الخبيرة.
انتكاسة ويتكوف في الجولة الرابعة من المفاوضات
ومع بداية الجولة الرابعة،يطرح السؤال التالي نفسه ،"ماذا حدث مع عودة الوفد الأمريكي من الجولة الثالثة من المفاوضات، والتي أدت إلى تغييرات في توقيت الجولة الرابعة، وبالطبع انسحاب ستيف ويتكوف من الاتفاق الأولي بشأن قبول مبدأ التخصيب داخل الأراضي الإيرانية؟
وللاجابة عن هذا السؤال، لا بد من استعراض النقطة الأساسية لذلك وهي ان الفجوة بين المواقف المتناقضة للمسؤولين الأمريكان بشأن الاتفاق الذي ترغب واشنطن في التوصل إليه، أصبحت تتقلص أكثر فأكثر بين الجولتين الثالثة والرابعة من المفاوضات.
وفي عدة تصريحات ومقابلات، قال رئيس فريق التفاوض الأمريكي "ستيف ويتكوف" ،ان واشنطن لن تتسامح مع مسألة التخصيب داخل إيران. وعليه فسره المسؤولون الايرانيون هذا الموقف العلني، على أنه مفاوضات علنية وأدانوه في الوقت نفسه، مما أدى فعليا الى تحويل الجولة الرابعة من المفاوضات عن المسار الذي تم تحديده في الجولة الثالثة.
وفي بداية الجولة الرابعة، غيّر الوفد الإيراني موضوع النقاش في اللقاء الأول مع بدر البوسعيدي، والذي كان يركز بشكل أساسي على مناقشة الترتيبات التنفيذية للمفاوضات،وتم توضيح انتقادات طهران واحتجاجها على المواقف المتناقضة والمتعرجة التي اتخذها الوفد الأميركي للوسيط العُماني.
وجاء رد المفاوض الامريكي على انتقادات عراقجي هذه، بأن "عدم استقرار الجانب الآخر قد يعطل المفاوضات" و أن واشنطن جادة للغاية بشأن التوصل إلى اتفاق، وكما أكد دونالد ترامب في رسالته إلى المسؤولين الإيرانيين، فإنها تسعى إلى حل النزاع مع طهران من خلال الدبلوماسية.
ولكن محاولة ويتكوف طمأنة الوسيط العُماني بشأن جدية أمريكا، بل وحتى تمرير الكرة إلى ملعب الصراعات الداخلية في واشنطن والإشارة إلى وجود معارضين شرسين لأي اتفاق مع طهران، لم تصبح نقطة النهاية للمواقف الأمريكية المتناقضة.
الخلاف بين إيران وأمريكا حول الخط الأحمر النهائي والثابت لطهران
وبعد الاعتراضات الأولية التي قدمتها إيران في الجولة الرابعة، أصبحت القضية الرئيسية المطروحة على الطاولة بين الجانبين هي مناقشة ما إذا كان ينبغي الاستمرار في التخصيب في إيران أو إيقافه. واليوم، واذا ما نظرنا الى مسار التطورات في الأسبوعين الماضيين، يمكن القول إن رئيس فريق التفاوض الأمريكي بدأ منذ نهاية الجولة الثالثة في وسائل الإعلام والفضاء العام، وبداية الجولة الرابعة على طاولة المفاوضات، بتقييم فرص أمريكا في وقف التخصيب في إيران والتفاخر بإنجاز يتجاوز "خطة العمل المشترك الشاملة" التي ابرمها باراك أوباما حينذاك مع ايران.
وعلى الرغم من أن ايران تنتقد عملية التعبير عن المواقف التفاوضية في العلن وما يسمى بالمفاوضات في وسائل الإعلام، فإن نهج إيران في هذه القضية على وجه الخصوص، سواء في وسائل الإعلام أو خلف طاولة المفاوضات، موحد ويركز على جملة واحدة: "بصفتها عضوا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، فإن إيران لديها الحق في الطاقة النووية السلمية، بما في ذلك التخصيب محليا، وهذا خط أحمر لا يمكن تجاوزه".
وفي المقابل وفي حين كان من المفترض أن يكون فريقا التفاوض الإيراني والأمريكي على المسار الصحيح لرسم خطوط اتفاق عام ،بدءا من الجولة الرابعة فصاعدا، فإن تراجع ويتكوف وتشكيكه في مبدأ التخصيب في إيران أدى فعليا إلى أن تصبح هذه القضية الموضوع الرئيسي للمناقشات في الجولتين الرابعة والخامسة من المفاوضات في مسقط وروما.
وفي حال القينا نظرة على الجولة الخامسة من المفاوضات الايرانية-الامريكية غير المباشرة في روما، نلاحظ انها أقصر من الجولات السابقة من حيث مدة التفاوض، وبطبيعة الحال، يبدو أن مبدأ التخصيب على الأراضي الإيرانية كان لا يزال نقطة الخلاف الرئيسية في هذه الجولة ايضا.
واذا ما دققنا في الكلمات المفتاحية التي استخدمها المسؤولون الإيرانيون والعمانيون والامريكان بعد الجولة الخامسة من المشاورات ،تظهر مدى صعوبة الطريق الذي ينتظر طهران وواشنطن.ففي حين رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية" إسماعيل بقائي" أن المحادثات جرت في أجواء هادئة ومهنية، اختار وزير الخارجية العُماني كلمات ذات دلالة أكثر حدة قائلا: "انتهت الجولة الخامسة من المفاوضات الإيرانية- الأمريكية في روما ببعض التقدم، ولكن دون التوصل إلى نتيجة نهائية".
ومع ذلك، قدمت تصريحات وزير الخارجية الإيراني نظرة عامة أكثر عمومية على الوضع على الجانبين في نهاية الجولة الخامسة؛ ووصف عراقجي هذه الجولة بأنها "واحدة من أكثر جولات المفاوضات احترافية"، مؤكدا أن هذه المفاوضات معقدة للغاية ولا يمكن حلها في اجتماعين أو ثلاثة. وبطبيعة الحال، وفي محاولة لتحييد الأجواء المحيطة بالمفاوضات، أعلن أن نافذة الدبلوماسية لا تزال مفتوحة في هذا السياق.
مقترح عُمان ومعارضة طهران لنقل حق التخصيب
في ظل عدم تحديد موعد ومكان الجولة السادسة من المفاوضات الإيرانية-الأمريكية حتى الآن، ورغم أن وزير الخارجية والمتحدث باسم الوزارة أعربا عن أملهما في أن يحدد الجانب العُماني ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة، فإن الأدلة المتوفرة هي دليل قوي على أن الخلاف الأولي بين إيران والولايات المتحدة لا يزال قائما، وأن الجانب الأمريكي لم يعلن بعد عن موافقته الكاملة على قبول المبدأ الذي لا يمكن إنكاره ومواصلة التخصيب داخل إيران.
وما لفت انتباه وسائل الإعلام بعد انتهاء الجولة الخامسة من المفاوضات في روما، هو نشر صور للقاء بين بدر بوسعيدي وعباس عراقجي، وزيري خارجية عُمان وإيران.حيث اتضح بعدها أن المشاورات الثنائية التي استمرت عشرين دقيقة بعد انتهاء المفاوضات غير المباشرة ومغادرة ويتكوف،قد قدم خلالها الجانب العماني مبادرات لكسر الجمود بين الجانبين في مجال التخصيب.
وفي هذا الصدد، صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ان وزير الخارجية العُماني طرح حلولا وأفكارا لتجاوز العقبات، وتمت مناقشة خطوطها ومحاورها في هذه الجولة،كما تم الاتفاق على أنه بالتوازي مع مزيد من الدراسة في العواصم، سيواصل وزير الخارجية العُماني العمل على تفاصيل الأفكار المقترحة وتقديمها للجانبين لمزيد من الدراسة.
ويبدو أن إحدى الأفكار التي طرحتها عُمان هي تشكيل اتحاد تخصيب في المنطقة حتى يمكن تلبية احتياجات دول المنطقة من المواد المخصبة من هذا المركز. ورغم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلنت موافقتها المبدئية على هذه الفكرة، فإنها تؤكد أنه مع أو بدون اتفاق، ومع أو بدون تنفيذ فكرة الكونسورتيوم، فإن التخصيب في إيران لن يتوقف لدقيقة واحدة.
وفي الأيام الأخيرة، حذر وزير الخارجية الإيراني مرارا وتكرارا، سواء ردا على أسئلة الصحفيين أو ردا على مواقف مختلفة اتخذها مسؤولون أوروبيون وأمريكيون بشأن ضرورة "تصفير التخصيب" في إيران، من أن الإصرار على هذه القضية يعني التحرك في الاتجاه المعاكس والابتعاد عن نقطة الاتفاق.
تكثيف الجهود لوضع إيران في موقف حرج
وعشية جهود مسقط لتحديد زمان ومكان الجولة السادسة من المفاوضات الإيرانية- الأمريكية، دخلت مستجدات اخرى الساحة،المستجد الاول هو الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وأذرعها الإعلامية لتحذير طهران من هجوم عسكري وشيك.
وعلى الرغم من أن الخلافات باتت واضحة بين ترامب ونتنياهو بشأن إعطاء الدبلوماسية فرصة في قضية إيران،الا انه وفي الأيام القليلة الماضية، ركزت وسائل الإعلام الأمريكية على المكالمة الهاتفية الأخيرة بين ترامب ونتنياهو بشأن إيران، والأخبار عن كلام وزير الدفاع السعودي خلال زيارته لطهران، بأن إيران يجب أن تقبل بالاتفاق الذي يريده ترامب، وإلا فإن الخيار العسكري مطروح على طاولة ترامب، واشتبهوا في أن طهران لديها ضيق زمني لقبول مطالب الرئيس الأمريكي.
ويبدو أن هناك عنصرا آخر تم تصميمه ومتابعته في وسائل الإعلام الغربية للتأثير على عملية صنع القرار في إيران، وهو الادعاء بأن الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة أصبح وشيكا، والذي تم سماعه بالطبع مرات عديدة على لسان رئيس الولايات المتحدة.لكن وزير الخارجية الإيراني نفى ذلك في منشور له عبر منصة "إكس"، قائلا :ان هذه المسألة لا تبدو وشيكة. وفي ضوء الأدلة المتوفرة، من الصعب تصديق صحة الادعاء بقرب التوصل إلى اتفاق فني بين طهران وواشنطن
مؤشرات جدية على رفض جدية الولايات المتحدة في المفاوضات
ورغم أن الجانبين، منذ بداية جولات المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في مسقط وروما، حاولا إظهار تصميمهما وجديتهما في مواصلة الدبلوماسية علنا، وبالطبع من خلال مقاومة مغادرة طاولة المفاوضات، فإن مقارنة السلوك العام للجانبين تظهر أن الوفد الإيراني يتمتع بقدر أكبر من الجدية والثبات في مواصلة المفاوضات، مع التركيز على "توجهه نحو النتائج".
ومن الممكن رؤية أمثلة على هذا الادعاء في تشكيل الوفد الإيراني، الذي ضم منذ الجولة الأولى فريقا كاملا من الخبراء القانونيين والماليين والمصرفيين، وأحيانا الخبراء النوويين. وفي الوقت نفسه، أعرب الوفد الإيراني في كل مرة عن استعداده لتمديد المفاوضات من يوم واحد إلى يومين أو أكثر، من أجل منع إضاعة الوقت وتحويل العملية برمتها إلى عملية غير مرغوب فيها الى "المفاوضات من أجل المفاوضات".
اما وفي المقابل وعلى الجانب الأمريكي، تظهر علامات عدم الاستقرار بشكل فوري، بدءا من تبني مواقف متناقضة ومتعرجة تثير في بعض الأحيان تساؤلات حول القضايا التي قبلها الوفد الأمريكي خلال المفاوضات، إلى فرض عقوبات جديدة في منتصف المفاوضات، وهو ما من شأنه، فضلا عن إظهار عدم حسن النية، أن يجعل عملية رفع العقوبات أكثر صعوبة وتعقيدا في حال التوصل إلى اتفاق.
ووصف مصدر مقرب من المفاوضات ،السياسات الأمريكية ومواقفها المتناقضة في المفاوضات بلعبة الثعبان والسلم، قائلا:خلال جولة المفاوضات، يتغلب الجانبان على بعض العقبات، ويصعدان درجة أو درجتين على هذا السلم، ولكن فجأة يتراجع الجانب الآخر بضع خطوات إلى الوراء بين هذه الجولة والجولة التالية أو في بداية الاجتماع التالي، مما يؤدي إلى عملية أطول.وعلى هذا الأساس فإن الجانبين لم يتجاوزا بعد عموميات مثل حق إيران الذي لا جدال فيه في تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وبالتالي يمكن القول إنهما توقفا عند الخطوة الأولى.
وتجدر الاشارة الى ان المفاوضات قد تكتسب زخما جديدا في حال توقف الوفد الأمريكي المفاوض عن الإصرار على تصفير التخصيب في إيران خلال الجولة السادسة من المفاوضات، خاصة وأن الجانب الإيراني أعلن مرارا وتكرارا أنه مستعدا لاتخاذ خطوات أساسية، وخاصة في مجال التحقق، فيما يتعلق بتفاصيل ومدى التخصيب من أجل توفير الوضوح بشأن برنامجه النووي.
والجدير بالذكر ايضا، ان هناك نقطة واحدة يبدو أن الجانب الأمريكي أغفلها وهي الارتباط المباشر بين إطالة أمد المحادثات والتأثير السلبي للجهات الهدامة والتطورات الهامشية على نص المفاوضات، حيث يمكن لأي طرف اخر أن يحرف المفاوضات الجارية عن مسارها الحالي، من محاولة الكيان الإسرائيلي تخريب مسار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة من خلال التهديد بهجوم عسكري إلى تحذير الترويكا الأوروبية لطهران بشأن تفعيل آلية إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن تلقائيا ومحاولة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إحالة القضية الإيرانية إلى مجلس المحافظين.
وعليه فإن الإصرار الأمريكي العقيم على وقف التخصيب في إيران، والذي أثبتت التجربة التاريخية عدم جدواه، يمكن اعتباره مقامرة ستؤدي بلا شك إلى فشل العملية الشاملة للمحادثات وتصعيد التوتر في المنطقة.
انتهى**ر.م
اكتب تعليقك