
واستهل المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية "اسماعيل بقائي" مؤتمره الصحفي لهذا الاسبوع،مشيدا بجهود الشهيد "حسين امير عبد اللهيان"، قائلا: نحيي روحه العظيمة ونأمل أن نكون ممتنين لجهوده.فقد كان متواضعا، مسؤولا، وكفؤا. وتم اتخاذ إجراءات جيدة، خلال فترة إدارته، بما في ذلك عضوية إيران في شنغهاي ومجموعة البريكس، ولعب دورا هاما في الدفاع المشروع عن الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني.كما استذكر ايضا الشهيد آية الله رئيسي لروحه الرحمة والمجد.
وفي إشارة إلى انعقاد " منتدى حوار طهران" ، قال بقائي :شهدنا أمس واليوم انعقاد هذا المنتدى وهو أمر مهم في مجال الدبلوماسية غير الرسمية لإيران.
وعن زيارة وزير الخارجية إلى قطر والسعودية وسلطنة عُمان، اوضح بقائي: واجهنا أزمة العدوان الصهيوني المستمرة في المنطقة، والأحداث في الضفة الغربية وغزة مؤلمة، حيث انه خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية فقط، استشهد 200 شخص بريء، وهذا يحدث في ظل صمت منظمات حقوق الإنسان والدعم العسكري من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى، وهذه الجريمة ضد الإنسانية وصمة عار في تاريخ المنطقة لن تمحى.
عملية التفاوض الوحيدة هي القائمة بين عراقجي و ويتكوف
وردا على سؤال مراسل وكالة (کارآفرینان اقتصاد) حول ما إذا كانت هناك عملية تفاوض موازية أخرى بين الجانبين في نفس وقت محادثات عراقجي - ويتكوف، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام الغربية،قال بقائي: ان عملية التفاوض الوحيدة الموجودة هي المحادثات غير المباشرة القائمة بين وزير الخارجية الايراني عن جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية والممثل الخاص للرئيس الامريكي عن جانب الولايات المتحدة الامريكية.
ومضى في القول مؤكدا على انه قد تم الإعلان عن هذه المسألة بشكل واضح للغاية، وكانت نتائجها شفافة بقدر ما أمكن الإبلاغ عنها.
المشاركة في المفاوضات هي لاثبات حقوق ايران وحسن نيتها
وعن الموقف الايراني في ضوء التصريحات المتناقضة للجانب الأمريكي في المفاوضات، اوضح بقائي: كل عملية تفاوض تهدف إلى حل التحدي والنزاع. ولذلك فإن استمرکارآفرینان اقتصاد في المشاركة في المفاوضات، على الرغم من سماع آراء وتصريحات متناقضة من الجانب الأمريكي، هو بمثابة إثبات حق إيران وجديتها وحسن نيتها في التوصل إلى تفاهم معقول وعادل ومستدام.
واضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية : في الأساس، فإن المشاركة في عملية التفاوض تعني ببساطة قبول وجهة نظر لملاحقة نقاط الخلاف ومعالجتها، ولهذا السبب شاركنا في هذه المفاوضات حتى الآن ونأمل أن نتمكن من خلالها في النهاية من التوصل إلى نتيجة معقولة.
التخصيب ليس امرا تَجمُليّا،يطلب من ايران توقيفه
وبشأن مزاعم الولايات المتحدة بإنهاء التخصيب في إيران، اوضح بقائي بأن الوزير عراقجي ، قد أشار بصراحة إلى قضية التخصيب،مؤكدا على تصريح عراقجي بأن التخصيب،الذي يعد كجزء من الدورة الطبيعية للصناعة النووية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية،هو أمر غير قابل للتفاوض تحت أي ظرف من الظروف.
واضاف بقائي: إن التخصيب ليس امرا ثانويا وتجمُليّا يمكن من إيران التوقف عنه أو تعليقه؛ بل إنه تكنولوجيا أساسية وضرورة تضمن استمرار الصناعة النووية الإيرانية في العمل دون انقطاع. وهذا هو نتيجة عقود من الجهود المبذولة والعمل الجاد وتقديم الارواح والتضحيات من قبل علمائنا النوويين.
وتابع : ان هذا حق لإيران بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، وهو نتيجة لجهود العلماء الإيرانيين التي لا يمكن تجاهلها تحت أي ظرف من الظروف، ومسألتنا في هذا الصدد واضحة.
وفيما يتعلق بتغير مواقف الأحزاب الأميركية، اشار المتحدث باسم الخارجية الى ان أحد الخبراء شبه هذه المسألة بلعبة الثعبان والسلم، موضحا انه في كل مرة يتم فيها عقد اجتماع تفاوضي، يتم تحقيق تقدم وفهم على الأقل وجهات نظر الجانبين،لافتا الى انه من المؤسف أنه و بمجرد وصول الجانب الأمريكي إلى واشنطن، يتم الاعلان عن مواقف جديدة.
وفي هذا السياق، رأى بقائي ان هذا الامر يخلق حالة من عدم اليقين المتكرر، مما يجعل أي عملية تفاوض أكثر صعوبة ويثير المزيد من الشكوك حول جدية الجانب الآخر في العملية، مبيّنا انه يتعين على الأطراف الأمريكية بطبيعة الحال أن تجيب عن هذا السؤال.
زيارة الرئيس الايراني سلطنة عُمان مدرجة على جدول الاعمال
وردا على سؤال حول زيارة الرئيس بزشكيان إلى مسقط في القريب العاجل، اوضح بقائي ان هناك زيارات مشتركة بين مسؤولين رفيعي المستوى من البلدين، لافتا الى ان العلاقة جيدة جدا مع سلطنة عُمان، مذكرا انه الشهيد اية الله رئيسي، سافر أيضا إلى عُمان، كما سافر سلطان عُمان إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وتابع مشيرا الى ان موضوع زيارة الرئيس بزشكيان إلى سلطنة عُمان، موجودا على جدول الأعمال منذ فترة، وهذه الزيارة سوف تتم. ولكن فيما يتعلق بالتفاصيل، فمن الافضل أن يقدم مكتب الرئيس المحترم معلومات أكثر تفصيلا حول توقيت وبنود جدول الأعمال هذا.
ايران مستعدة للمشاركة والتعاون في برامج حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة
وبخصوص إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية استعدادها لحضور القمة رفيعة المستوى في برلين، بيّن بقائي انه وفيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، فقد كان لدي ايران تعاون في الماضي وأعلنت استعدادها للمشاركة والتعاون في برامج حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي يتم تنفيذها في جميع أنحاء العالم، مضيفا انه هذا الامر يشكل علامة على نهج إيران المسؤول في المساعدة على الحفاظ على السلام والأمن الدوليين في مناطق الصراعات.
واضاف بقائي: نشرت الأمم المتحدة قوات لحفظ السلام استنادا إلى قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو آليات أخرى. قوات حفظ السلام هي مزيج من القوات العسكرية التي تقدمها الدول للأمم المتحدة. ولذلك أعلنا أيضاً استعدادنا للمشاركة، والتفاصيل يجب أن تستوضح من المتحدثين باسم القوات المسلحة.
لا أساس قانوني أو سبب منطقي لاستخدام آلية الزناد
وردا على سؤال حول إمكانية لجوء الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي إلى آلية إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي تلقائيا، قال بقائي: لن نترك أي مسألة غير عادلة، أو غير ودية، أو عدائية دون إجابة. ونحن نعتقد أن استخدام آلية الزناد ، لا أساس قانوني أو سبب منطقي لها، لأن البرنامج النووي الإيراني سلمي تماما.
واردف انهم وإذا استطاعوا أن يثبتوا أن أدنى انحراف عن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني قد حدث، فإنهم يستطيعون أن يقولوا على هذا الأساس إننا سوف نثير هذه القضية في مجلس الأمن الدولي.
وتابع بقائي: لا يوجد شيء من هذا القبيل على الإطلاق، ما نشهده هو إصرار بعض الدول الأوروبية على استغلال إمكانية في إطار قرار مجلس الأمن رقم 2231. وهذا يعد إساءة لاستخدام سلطتها ومسؤولياتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة كعضو دائم في مجلس الأمن، وهو أمر غير مقبول لدينا بأي شكل من الأشكال.
وبالاشارة الى استخدام آلية "سناب باك"، رأى بقائي أن الأطراف التي تستخدم هذه الآلية لا تفكر في أي نهج دبلوماسي أو تفاوضي على الإطلاق، موضحا ان هذه الاطراف تسعى إلى استخدام أدوات الترهيب والتهديد ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالتالي قان ايران سوف نتخذ التدابير المتبادلة.
واضاف لافتا الى انه قد أعلنت ايران ذلك بالفعل؛ وهذا يعني إعادة النظر في النهج الذي اتبعته حتى الآن في التعامل مع هذه القضية،معربا عن امله في ان تعيد الدول الأوروبية النظر في توجهاتها، على الأقل في المجال الإعلامي، خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية، بحيث انها استخدمت فيها هذه الآلية التي هي بلا شك سلاح ذو حدين، للضغط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
امريكا لا تلتزم بأي من القواعد الدبلوماسية التقليدية
و ردا على سؤال حول المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة،قال بقائي: جزء من صعوبة التفاوض مع امريكا هو أنك تتعامل مع طرف متفاوض لا يلتزم بأي من القواعد الدبلوماسية التقليدية ، وإن فرض العقوبات في الوقت الذي يزعم فيه البعض السعي إلى عملية دبلوماسية مع إيران يشكل في حد ذاته دليلا على الافتقار إلى الجدية وحسن النية.
وأشار إلى أن كل حزمة عقوبات جديدة في واقع الأمر تزيد العبء على صناع السياسات الأمريكية،موضحا بان هذه العقوبات هي بالتأكيد مثال على جريمة ضد الإنسانية وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان لكل الشعب الايراني، وتثبت حقيقة أن صناع السياسة الأمريكان لديهم وجهة نظر عدائية للغاية تجاه الشعب الإيراني، ولا ينبغي تصديق ادعاءاتهم حول الجدية فيما يتعلق بالحوار والدبلوماسية تحت أي ظرف من الظروف.
ليس لدينا ما يدعو للقلق أو الإخفاء فيما يتعلق بالقضية النووية
وفي هذا السياق، اضاف بقائي ان ايران في الواقع اختارت العملية الدبلوماسية لأنها تعتقد أولا؛ أنه ليس لديها ما يدعو للقلق أو الإخفاء فيما يتعلق بالقضية النووية، فبرنامجها النووي سلمي تماما.
وتابع انه تم التأكيد على ذلك مرارا وتكرارا، لافتا الى ان هذا الامر اثبتته تقارير عديدة صادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا النهج الإيراني يدل على الجدية في حل القضية عبر الدبلوماسية.
ينبغي للمجتمع الدولي أن يكون حذرا من تصرفات الصهاينة التخريبية
وحول إمكانية لجوء الكيان الصهيوني إلى عمليات تخريبية للتأثير سلبا على عملية المفاوضات الايرانية-الامريكية غير المباشرة، لفت بقائي الى ان الكيان الصهيوني قد اثبت انه لا يعرف حدودا في انتهاك القوانين والأعراف الدولية.
واضاف ان الأحداث التي تجري في غزة، واحتلال الأراضي في سورية ولبنان، والهجمات المتكررة على اليمن، والاغتيالات، بما في ذلك اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين، هي أمثلة على تدمير العمليات التي يفكر الكيان الصهيوني بطريقة أو بأخرى أنها ضد مصالحه.
وتابع بقائي ان لا أحد يستبعد أن يلجأ الكيان الصهيوني في المستقبل إلى عمل استفزازي يوجه فيه أصابع الاتهام إلى إيران من أجل إيجاد ذريعة وأساس لخلق الصراع في المنطقة، مشيرا الى انه ينبغي للمجتمع الدولي ان يدرك جيدا التوجهات التدميرية الصهيونية ويجب أن يكون حريصا على ألا يرتكب هذا الكيان المزيد من الأعمال التي تتعارض مع السلام والاستقرار الدوليين بما يتماشى مع جرائمه وتوسعه.
ايران تتوقع من دول المنطقة ان تفكر في مصالحها العامة المشتركة
وحول دور سلطنة عُمان وقطر في المفاوضات،بيّن يقائي ان ايران تتمتع عموما بعلاقات جيدة مع جميع دول الخليج الفارسي،لافتا الى انه في الأسبوع الماضي زار وزير الخارجية الدول الأربع جميعها، وهي المملكة العربية السعودية وقطر وسلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة، وكان أحد المواضيع التي تمت مناقشتها هو التطورات المتعلقة بالمفاوضات الايرانية-الامريكية غير المباشرة.
واضاف انه من الطبيعي ان تتوقع ايران من كافة دول المنطقة أن تنظر إلى مصلحة المنطقة وعلاقات الجوار، وأن تبني رؤاها ومواقفها وتوجهاتها وخياراتها في مختلف القضايا الإقليمية على أساس تعزيز منطقة قوية ومستقرة ومحصنة ضد نفوذ واستغلال الأطراف الثالثة والأطراف من خارج المنطقة.
قطر تلعب دورا بناء في المفاوضات
وبهذا الشأن، اشار بقائي الى دور قطر البناء والمهم جدا في عملية التفاوض مقدرا هذا الدور،مضيفا بان سلطنة عُمان لعبت دورا مهما جدا، معتبرا ان هذا الامر أحد دلائل التأثير الإيجابي لنهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه المنطقة واهتمامها بجيرانها باعتبارهم شركاء مهمين لإيران في جهودها للحفاظ على المنطقة وحمايتها من أي انعدام للأمن والتحديات التي قد يفرضها الآخرون.
إيران ترحب بحل حزب العمال الكردستاني
وفيما يتعلق بإعلان حزب العمال الكردستاني حل نفسه وتسليم سلاحه، قال بقائي: إيران مهتمة بهذه القضية، وترحب بهذا التطور وتأمل حقا أن يكون نقطة تحول في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة المحيطة، وخاصة في تركيا.
الحفاظ على السيادة الوطنية العراقية وووحدة أراضيها أمر مهم بالنسبة لإيران
واعتبر بقائي ان الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة أراضي العراق، مثل أي دولة مجاورة أخرى، هو قضية مهمة للغاية بالنسبة لايران،لافتا الى انه تم التأكيد مرارا وتكرارا على مبدأ ضرورة احترام وحدة أراضي العراق وسيادته الوطنية في جميع الظروف.
واضاف ان إن الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان تدركان واجباتهما ومسؤولياتهما في منع استغلال أراضيهما من قبل الجماعات الإرهابية، لافتا الى انه تم التوصل إلى اتفاقيات جيدة بين إيران والعراق في هذا الصدد ويجري تنفيذها، مذكرا انه يجب على جميع الدول المجاورة أن تدرك أهمية احترام وحدة أراضي الدول وسيادتها الوطنية وأن تعمل على ذلك.
يتبع**
اكتب تعليقك