خطة ترامب لتهجیر سكان غزة هي للتعويض عن الفشل العسكري للكيان الصهيوني

طهران/ 14 شباط/فبراير/کارآفرینان اقتصاد- قال خبير ومحلل في القضايا الدولیة: إن خطة الرئيس الأمريكي لتهجیر سكان غزة قسراً هي محاولة للتعويض عن الإخفاقات العسكرية للكيان الصهيوني من خلال الحلول السياسية ولكن بسبب مقاومة الشعب الفلسطيني، فإن هذه الخطة لن تنتهي أيضًا.

وفي مقابلة مع "إرنا" أشار "مصیب نعيمي" إلى الأبعاد المختلفة لخطة ترامب لتهجیر سكان غزة قسراً إلى الأردن ومصر ومعارضة العالم لها وقال: إن هذه الخطة لها تاريخ طويل وتمت مناقشتها منذ بداية قیام الكيان الصهيوني. ولطالما أيدت أمريكا والدول الغربية فكرة إعادة توطين الفلسطينيين حتى يمكن تسليم الأرض الفلسطينية كاملة للصهاينة. لقد كانت هذه الفكرة مدرجة على جدول الأعمال منذ البداية، لكن فرص تنفيذها كانت محدودة.

وأضاف: بالتزامن مع الهجوم على غزة، قدم الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن أيضًا اقتراحًا مشابهًا، لكن بسبب معارضة الفلسطينيين، لم يتم تنفيذ هذه الخطة. والآن، ونظراً لسمات شخصية ترامب، بما في ذلك كبريائه ومعتقداته المعينة، فقد أعرب علناً عن مثل هذه الخطة دون التحفظات المعتادة.

وتابع نعيمي: في أوقات مختلفة، قدم ترامب مقترحات مثل نقل الفلسطينيين لإعادة بناء غزة، أو شراء غزة، أو إجبار دول المنطقة مثل مصر والأردن والسعودية على قبول هذه الخطة. لقد تم ذكر هذه الأفكار عدة مرات من قبل.

وذكر هذا الخبير في القضايا الدولية أنه على الرغم من التكاليف الباهظة والحروب الطويلة، فإن الشعب الفلسطيني غير مستعد لترك أرضه؛ وقال: لذلك، فإن هذه الخطة، مثل الحالات السابقة المشابهة، لا يمكن تحقيقها. وحتى لو اضطرت بعض الحكومات العربية إلى قبولها تحت ضغط سياسي، فإن شعوب هذه الدول لن توافق على مثل هذه الخطة.

خطة ترامب لن تنجح

وأضاف نعيمي: في الوضع الحالي، على الرغم من أن الکیان الصهيوني والولايات المتحدة يسعيان إلى تنفيذ هذه الخطة من خلال تطبيع العلاقات والضغط السياسي، لكن بالنظر إلى المعارضة الدولية واسعة النطاق، فمن غير المرجح أن يتم تنفيذ هذا المشروع وحاليا، اعترفت 157 دولة في العالم بتشكيل دولة فلسطينية مستقلة. ولذلك، تفتقر هذه الخطة إلى منصات تنفيذية من الناحية القانونية والسياسية والاجتماعية.

وذكر: ونتيجة لذلك فإن خطة ترامب والكيان الصهيوني هذه هي محاولة للتعويض عن الإخفاقات العسكرية من خلال الحلول السياسية والدبلوماسية. لكن بسبب مقاومة الشعب الفلسطيني فإن هذه الخطة لن تنتهي كما في الأمثلة السابقة ومن الطبيعي معارضة هذه الخطة، لأنه على المستوى الدولي هناك قرارات وموافقات أممية تؤكد على حق الشعب الفلسطيني.

وتابع: لقد عاش الفلسطينيون في هذه الأرض منذ قرون، في حين تخطط مجموعة من المهاجرين الذين تم جلبهم إلى هذه المنطقة من مختلف أنحاء العالم ليأخذوا مكانهم. وهذا الإجراء، من حيث مبادئ القانون الدولي، يعني انهيار النظام والقوانين الدولية. إن معارضة خطة ترامب لا ترجع بالضرورة إلى مصلحة الدول الأوروبية أو الحكومات الأخرى في فلسطين ولكن حقيقة أن مثل هذه الخطة من المستحيل تنفيذها في الأساس.

وقال نعيمي: حاليًا، يعيش ما بين ثمانية إلى 10 ملايين فلسطيني خارج الأراضي المحتلة ويريد معظمهم العودة إلى أرضهم. إن ما لا يقل عن 60 إلى 70 في المائة من الفلسطينيين مستعدون للمقاومة والقتال والشعب الذي فقد كل شيء سيرد بالتأكيد بقوة على مثل هذه الخطة.

خطة التهجير القسري لأهل غزة تزيد من مقاومة الفلسطينيين

وقال: رغم أن هذه الخطة غير قابلة للتطبيق عمليا، إلا أن طرحها على الساحة السياسية يعد نوعا من التطبيع للأفكار غير المشروعة وغير الأخلاقية. وإن الإعلان بوضوح عن ضرورة طرد شعب بلد ما من أرضه واستبداله بآخرين، يدل على سياسات أحادية وقسرية. وقد أظهرت التجربة أن مثل هذه الإجراءات، خاصة بعد الأزمات الأخيرة، لم تكن ناجحة فحسب، بل زادت من المقاومة الفلسطينية.

وأشار الخبير في القضايا الدولیة إلى أن خطة ترامب لا تقتصر على فلسطين، وقال: أمريكا والكيان الصهيوني يسعيان إلى الهيمنة الاقتصادية والسياسية والسيطرة على موارد دول المنطقة، وحتى بعض الدول المتحالفة مع أمريكا أصبحت الآن تشعر بالتهديد وتفاعلت مع هذه الخطة.

وأشار نعيمي: يبدو أن ترامب كان يعلم أيضا منذ البداية أن هذه الخطة غير مجدية، لكن هدفه الأساسي هو تطبيع مثل هذه الأفكار في البيئة السياسية. على أية حال، ونظراً للمقاومة الشرسة للفلسطينيين، الذين قدموا حتى الآن ما بين 170 ألفاً إلى 180 ألفاً من الشهداء والجرحى، ولا يوجد حتى واحد منهم على استعداد لترك أرضه، فإن هذه الخطة لن تكون ممكنة في المستقبل.

انتهی**1426

اكتب تعليقك

0 تعليق