عملية تياسير النوعية تفضح عجز إسرائيل في قلب الضفة

طهران/ 5 شباط/فبراير/کارآفرینان اقتصاد- اتفق محللون سياسيون على أن عملية إطلاق النار البطولية التي نفذها مقاوم فلسطيني على حاجز تياسير العسكري شرق طوباس، تحمل رسائل عميقة حول فشل المقاربة العسكرية الإسرائيلية وتكشف عن ثغرات خطيرة في المنظومة الأمنية للاحتلال.

وأسفرت العملية عن مقتل جنديين إسرائيليين، أحدهما ضابط مسؤول عن فصيل في الحاجز، وإصابة 8 آخرين بجروح خطيرة، بعضهم في حالة حرجة.

إخفاق أمني ومأزق سياسي

 وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي "مهند مصطفى": إن العملية كانت نوعية وتم التخطيط لها بعناية، مشيرًا إلى أن التنفيذ الفردي والتكتيك الدقيق ساهما بشكل كبير في نجاحها.

وأوضح مصطفى: إن الجيش الاحتلال الإسرائيلي عادة ما يتجنب إصدار بيانات فورية بعد مثل هذه العمليات، ويفضل إجراء تحقيقات دقيقة قبل الإعلان الرسمي، لتخفيف تأثير الضربة على الرأي العام الإسرائيلي.

وأضاف مصطفى: العملية ستثير تساؤلات عميقة حول الإخفاقات الأمنية، خصوصا فيما يتعلق بكيفية تمكن المنفذ من اختراق الحاجز المحصن والتسلل إلى الموقع العسكري دون اكتشافه.

ولفت إلى إن تداعيات مثل هذه العمليات قد تتزايد إذا أصبحت نمطا متكررا في الضفة الغربية، ما يضعف ثقة المجتمع الإسرائيلي في فعالية المقاربة العسكرية.

من جانبه، أشار المحلل السياسي "أحمد الحيلة" إلى إن "عملية تياسير" تؤكد فشل المقاربة الإسرائيلية القائمة على استخدام القوة في كسر إرادة الشعب الفلسطيني.  

وأضاف الحيلة: المقاومة ليست مجرد ردود فعل لحظية، بل هي تجسيد لقضية وطنية عميقة الجذور، تسعى لاسترداد الحقوق الفلسطينية في ظل انسداد الأفق السياسي.

أما الكاتبة الفلسطينية "انتصار العواودة" فرأت إن العملية تأتي في سياق رد طبيعي على جرائم الاحتلال، مثل تدمير الأحياء السكنية وتهجير الفلسطينيين من مخيماتهم، مؤكدة إن تصعيد الاحتلال يولد أفكارا إبداعية في أساليب المقاومة وعملية تياسير مثال واضح على جرأة المقاومين وتخطيطهم الدقيق.

بدوره، وصف المحلل السياسي "خالد معالي" العملية بأنها ضربة موجعة للمنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، خاصة أنها جاءت رغم الإجراءات الأمنية المشددة، مشيرا إلى إن نجاح المقاوم في الوصول إلى الحاجز وتنفيذ العملية سيعزز من معنويات المقاومين ويؤكد استمرار المقاومة رغم كل محاولات القمع.

تفاصيل العملية

 بدأت العملية عندما تسلل المقاوم الفلسطيني ليلا سيرا على الأقدام نحو حاجز تياسير العسكري، مرتديا سترة عسكرية تخفي هويته الحقيقية وحاملا بندقية من طراز M-16 مع مخزنين إضافيين ومع بزوغ الفجر، باغت جنديين كانا خارجين من برج المراقبة، ليصيبهما بجراح خطيرة وسط حالة من الارتباك في صفوف الجنود.

عقب ذلك، اندلع اشتباك عنيف بين المقاوم و11 جنديا داخل الموقع العسكري، حيث تمكن من التقدم نحو قلب الموقع والوصول إلى برج المراقبة، مستغلا عنصر المفاجأة والتخطيط الدقيق وعلى الرغم من محاولات الجنود تحصين مواقعهم، استمر المقاوم في الاشتباك لعدة دقائق، ملحقا إصابات بالغة في صفوفهم.

وفي ذروة المواجهة، وصلت قوات دعم إسرائيلية إلى الحاجز، لتبدأ بإطلاق النار المكثف على المقاوم الذي واصل القتال حتى لحظاته الأخيرة قبل أن يرتقي شهيدا، وتم نقل الجنود المصابين إلى مستشفى "بيلنسون" الإسرائيلي وأعلن الاحتلال عن مقتل ضابط وجندي وإصابة 8 آخرين، بينما تركت العملية أثرها العميق في المنظومة الأمنية والعسكرية للاحتلال، كاشفة عن هشاشة الإجراءات الأمنية حتى في أكثر النقاط تحصينا.

فشل أمني

وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بفشل أمني كبير في الحاجز واعتبر نتائج العملية قاسية وغير مقبولة وأمر بفتح تحقيق عاجل لمعرفة أسباب هذا الإخفاق الأمني، فيما تأخر الإعلان الرسمي عن مقتل الجنديين في محاولة لتقليل وقع الصدمة على الشارع الإسرائيلي.

أهمية العملية

وتمثل "عملية تياسير" اختراقا أمنيا كبيرا في حاجز عسكري يعد من نقاط السيطرة المهمة شرق طوباس وتبرز أهمية العملية في جرأتها وتخطيطها النوعي، إضافة إلى كونها ضربة موجعة للاحتلال، أوقعت خسائر بشرية في صفوف جيشه، ما يعكس فشل المنظومة الأمنية والعسكرية في التصدي لمثل هذه العمليات.

بدورها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعملية إطلاق النار البطولية، مؤكدة أنها رد طبيعي على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وخاصة في جنين وطولكرم وطوباس وأكدت الحركة أن هذه العملية تثبت فشل سياسات الاحتلال القمعية في كسر إرادة شعبنا، مشددة على أن المقاومة ستظل الخيار الاستراتيجي حتى تحرير الأرض والمقدسات.

كما رحبت فصائل المقاومة الفلسطينية بالعملية، معتبرة أنها رسالة قوية للاحتلال بأن عدوانه على الضفة لن يمر دون عقاب.

وأكدت الفصائل إن تصاعد العمليات النوعية في الضفة يعكس وحدة الصف المقاوم وإصرار الشعب الفلسطيني على الدفاع عن أرضه ومقدساته.

ودعت جماهير الشعب الفلسطيني إلى تصعيد المقاومة والاشتباك مع الاحتلال في كل نقاط التماس، تأكيدًا على حق شعبنا في الحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وتؤكد عملية تياسير أن المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية قادرة على تنفيذ عمليات نوعية رغم التضييقات الأمنية والعسكرية المشددة، كما تعكس عجز الاحتلال عن كسر إرادة الشعب الفلسطيني في الصمود والتحدي، ما ينذر بتصاعد العمليات في الفترة المقبلة إذا استمرت سياسات القمع والعدوان.
انتهی**1426

اكتب تعليقك

0 تعليق