غريب آبادي: لا نرى أي محكمة عادلة للتعامل مع جرائم الكيان الصهيوني

طهران / 13 كانون الاول/ديسمبر/کارآفرینان اقتصاد- قال كاظم غريب آبادي نائب وزير الخارجية الايرانية للشؤون القانونية والدولية اننا لا نرى أي محكمة عادلة للتعامل مع جرائم الكيان الصهيوني ومسؤوليه المجرمين.

وفي مقابلة مع مكتب حفظ ونشر مؤلفات قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، قال غريب آبادي بشان تقييمه للحكم الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحق اثنين من القادة المجرمين للكيان الصهيوني: قبل أن نتناول هذا السؤال، يجب أن نرى ما هي العوامل التي جعلت محكمة دولية وهي "المحكمة الجنائية الدولية"، خلافاً لإجراءاتها السابقة، غير قادرة على المرور مر الكرام من هذه الجريمة. إن حجم الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني، وخاصة منذ 7 أكتوبر فصاعدا، كبير جدا. لقد ارتكب كل جريمة تقع ضمن اختصاص القانون الجنائي الدولي في غزة ومؤخراً في لبنان؛ جريمة حرب، جريمة ضد الإنسانية، إبادة جماعية وتطهير عرقي وعنصري؛ لقد ارتكبوا كل هذه الجرائم. وحتى الآن، استشهد وجُرح أكثر من 150 ألف شخص في غزة، ثلثاهم من النساء والأطفال.

واضاف: كما قام الكيان الصهيوني بتدمير أكثر من مئات الآلاف من المباني السكنية والبنى التحتية، مثل المراكز الطبية والتعليمية ومراكز العبادة التابعة لجميع الطوائف الدينية. لقد تم إسقاط عشرات آلاف الأطنان من القنابل على الأبرياء في غزة. وهذا الكم من الجرائم غير مسبوق، خاصة بالنسبة لمنطقة صغيرة. واضطر أكثر من مليون ونصف مليون شخص في قطاع غزة إلى النزوح داخليا، ونزح بعضهم إلى بلدان أخرى. ولا يمكن لأحد أن يظل صامتا أمام هذا الحجم من الجرائم.

وتابع: اذا كنا نرى قبل 7 اكتوبر مجموعة من الدول أو الرأي العام في الدول الإسلامية قد اتخذت موقفا ضد جرائم الكيان الصهيوني ولكن بعد هذه الأحداث الإجرامية، جاء الرأي العام العالمي إلى الساحة واحتج على هذه الجرائم. ولم تقتصر الاحتجاجات ضد هذه الجرائم على شعب واحد أو جماعة دينية محددة؛ بل في العالم كله، بما في ذلك الدول الغربية وأمريكا وكندا، اذ جاء الناس إلى الساحة وأعلنوا استنكارهم لهذه الجرائم. كما لم يتمكن بعض رجال الدولة والحكومات في الدول الغربية من إيقاف الرأي العام لدى شعوبهم، واضطروا إلى اتخاذ بعض المواقف السياسية ضد هذه الجرائم.

واضاف غريب آبادي: ان الكيان الصهيوني، لا تقتصر جرائمه على اهل غزة، اذ قتل حتى الآن عدة مئات من عناصر قوات الأمم المتحدة، وأعلن بان الأمين العام للأمم المتحدة "عنصر غير مرغوب فيه" وحظر عليه السفر إلى تلك المناطق. سفير الكيان الصهيوني مزق ميثاق الأمم المتحدة ووضعه في جهاز تفتيت الورق. وقد أدت هذه الجرائم إلى عدم قدرة بعض الهيئات الدولية على الاستمرار في التزام الصمت.

واردف: قبل صدور حكم المحكمة الجنائية الدولية، رأينا ذلك في محكمة العدل الدولية في لاهاي، الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا بموجب اتفاقية "مكافحة جريمة الإبادة الجماعية" بدعم من بعض الدول الأخرى. وأدى ذلك إلى إصدار أمر مؤقت من محكمة العدل الدولية. وهناك أيضاً شهدنا إدانة الكيان الصهيوني وجرائمه، وخاصة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.

وقال: الآن، بعد محكمة العدل الدولية، تعد المحكمة الجنائية الدولية ثاني محكمة دولية تصدر مذكرة اعتقال بحق هذين المسؤولين المجرمين في الكيان الصهيوني. في العالم، ليس لدينا سوى محكمتين دوليتين هما محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية. وتتعامل محكمة العدل الدولية مع النزاعات الحكومية أو تراجع الآراء الاستشارية التي تطلبها الجمعية العامة أو بعض الأجهزة التابعة للأمم المتحدة؛ بينما تتمتع المحكمة الجنائية الدولية بسلطة النظر في جرائم الأفراد. والآن صدر هذا الحكم في هذه المحكمة. وبالطبع فإن قضية فلسطين مفتوحة في هذه المحكمة منذ عام 2015؛ أي أنه مضى حوالي تسع سنوات وكان هناك هذا التأخير.

واضاف: كان حجم الجرائم واسع النطاق لدرجة أنه حتى المحكمة الجنائية الدولية لم تتمكن من البقاء صامتة. تجدر الإشارة إلى أن هناك انتقادات كثيرة للمحكمة الجنائية الدولية وأنها ليست بالضرورة محكمة عادلة. وتتعلق العديد من القضايا التي تنظرها هذه المحكمة بدول ليست دولًا غربية. وعلى الرغم من ذلك، والآن مع هذا التأخير الذي دام تسع سنوات، صدر مثل هذا الحكم، وهو ما ينبغي أن يؤخذ على أنه فأل خير. ولكن هل هذا الحكم كاف؟ صدر أمر بالقبض، لكن ما ضمان تنفيذه؟.

*الدور الاميركي في جرائم الكيان الصهيوني

وحول الدور الاميركي في جرائم الكيان الصهيوني قال: نحن نعتقد أن النظام الأمريكي متواطئ ومسؤول بالكامل عن جرائم الكيان الصهيوني. فأميركا لا تقدم الدعم العسكري والإعلامي للكيان الصهيوني فحسب، بل تقدم أيضاً الدعم السياسي والدبلوماسي. ولولا دعم أمريكا، لما استمر هذا الكيان بالتأكيد. إن هذه الجرائم في غزة وغيرها من المناطق ترجع إلى معارضة أمريكا لوقف إطلاق النار ودعمها غير المشروط للكيان الصهيوني. نحن لا نعتبر هذين النظامين منفصلين، وأغلب الدعم للكيان الصهيوني يأتي من أمريكا وبعض الدول الغربية.

وقال: إن الحديث عن حقوق الإنسان والمطالبات المرتبطة بها ما هو إلا أداة لأمريكا وحلفائها للضغط على الدول التي تقف امامهم وتوجيه الاتهامات لها ورفع الدعاوى عليها؛ ولكن عندما يطرح هذا الموضوع عنهم، نرى أن لديهم انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في أراضيهم. ويظهر تاريخ أمريكا في هذا المجال أنها ، منذ نشأتها وحتى الآن، قامت بغزو واحتلال دول أخرى، وقتلت عشرات الملايين من الأبرياء، وتدعم بشكل كامل الأنظمة الدكتاتورية والأنظمة غير الشرعية مثل الكيان الصهيوني. "حقوق الإنسان الأمريكية" تعني ارتكاب الجرائم ضد شعبها، وضد شعوب البلدان الأخرى، ودعم الأنظمة غير الشرعية مثل الكيان الصهيوني.

انتهى ** 2342

اكتب تعليقك

0 تعليق